اتيكيت شراء الملابس
دخل موسم الصيف يا قمرات، كل عام وأنتن بخير.
طبعا في بداية هذا الموسم قد تحتاجين لشراء قطع جديدة من الملابس، ستبدئين الآن بتحديد ميزانيتك، والخروج لرحلة التسوق الجميلة. وهذه بعض النصائح التي قد تساعدك:
أولا:حدي مكان الشراء
_لا تجعلي هذه الرحلة أمرا ثقيلا على نفسك، فأنت لست في مهمة ثقيلة، حاولي أن تستمتعي.
تجربة شخصية:
شخصيا عادة ما أرتكب هذا الخطأ، بسبب ظروف المواصلات وضيق الوقت، أقضي الوقت في الركض، أخرج كثيرا دون أن أشتري شيئا لأن الملابس ضيقة وأذواقها غير مناسبة. بصراحة هذا خطأ. بالنسبة لي تكون معي أمي او أختي، وهما تتتعبان بسرعة وترغبان في الانتهاء سريعا لأن شغل البيت لا ينتظر.
بخبرتك في الشراء يفترض أنك قد حددت الأماكن التي تعثرين فيها على ذوقك بسهولة. في حالتي هذه الأماكن بعيدة، لذلك تتكاسل أمي واختي وتفضلان الأماكن القريبة على أمل أن نجد فيها شيئا. وهذا يسبب هدر الكثير من الوقت والشعور بالإحباط.
_يجب أن تحبي مكان التسوق، وأن تشعري بالانسجام معه والسعادة أثناء تجولك فيه.
_حددي مكانا للشراء يتناسب مع ميزانيتك، لاتخرجي للشراء من اماكن باهظة لتشعري بالإحباط ولا تحققي خطتك الشرائية. أنت ادرى الناس بذوقك وظروفك. قد يكون ذوقك باهظا ولا يمكنك التنازل عنه، أو تكون ظروفك المتدية غير مناسبة، حددي قطعا أساسية ستحتاجينها لكي تتمكني من استثنار أموالك بأفضل شكل ممكن.
ثانيا: من ستصحبين معك في هذه الرحلة؟
أنت بحاجة إلى شخص تثقين بذوقه وتنسجمين معه.
إذا كنت تفضلين الملابس المحتشمة فاختاري صديقة على شاكلتك، واختاري شخصا تنسجمين معه عموما، فهي فسحة، وأنت ترغبين في الاستمتاع، لا تصحبي شخصا يتعبك ويظل ينتقدك عند العودة وفي النهاية لن تكونا سعيدتين، وقد تتأثر العلاقة بينكما.
[u]دعيني أنقل لك تجربتي في هذه النقطة:
لدي قريبتين رائعتين، ودودتين، والحب بيننا عامر والود متبادل والحمد لله. إحداهما رقيقة الذوق، ولكنها أصبحت مؤخرا سريعة الملل، والأخرى على الموضة، ألوان صارخة ولبس ضيق ومكياج، لندعو لها ولمثيلاتها بالهداية، ولكلتيهما بكل خير.
خرجت مرة مع الثانية محبة الموضة، هي تحب أن تبدو لبقة، ان تدخل كل مكان، وأن تتحدث لفترات طويلة مع الجميع، استعراضية نوعا ما، هذا النمط من السلوك يناسب شخصية تحب الظهور والحديث طوال الوقت، ولم أكن أنا هذه الشخصية، كان لدي هدف، أن أشتري شيئا، أما هي فترغب في التعرف إلى الناس وتبادل الأحاديث، بصراحة شعرت بالملل.
نصيحة:
حاولي أن تتفقي مع رفيقتك على هدف الخروج، وأن يكون واضحا وأن تتفقا على هذا الهدف، وحاولا التعاون على تحقيقه حتى تشعرا كلتيكما بالرضا، فمثلا:
سنخرج لشراء بلوزة من منطقة محددة، إذا لم نعثر هناك سنشتري من منطقة ثانية محددة، لدي مال احتياطي لحذاء إذا تبقى الوقت، ولكن أولا سنذهب لكافيتريا لتناول الآيس كريم مثلا، وأنت ضيفتي.
في هذا النموذج اتفقت مع رفيقتك على هدفك، وأشركتيها معك في المتعة عبر وجبة الآيس كريم مثلا، اسأليها عن أهدافها، إذا كانت بحاجة لأخذ فكرة عن أسعار ملابس البيت، الغي شراء الحذاء إذا لم يكن ملحا، واذهبي معها للتفرج على ملابس البيت، حاولا توفيق رغباتكما، وتحدثا عن أمور مسلية أو اهتمامات مشتركة أثناء التسوق، احرصي على أن تستمتعا سويا. فعلت ذلك ذات مرة، واكتسبت صديقة رائعة.
في المثال السابق، مثال قريبتي لم نقم بالاتفاق على أهدافنا وتوضيحها منذ البداية، لم نحدد المكان، وهي أصرت على دخول مول لا تعجبني أذواقه، وضيعت هناك الكثير من الوقت، لذلك كرهت هذه الخروجة، وهي أيضا عادت غاضبة. ولم تفكر إحدانا في التسوق مع الأخرى مرة أخرى. هنا تأثرت العلاقة بسبب عدم اتفاق الرغبات وعدم وضوح الأهداف.
قريبتي الثانية، ذوقها رقيق، لكنها سريعة الملل، وتحب السيطرة، تصر على أن أقيس القطعة التي تختارها وأن أشتريها، وإلا غضبت وحزنت، في الشراء لا يصح أن يجبر أحد على ما سيشتريه، لا تتركي البائعة تخدعك لتأخذ مالك، إذا لم تحبي القطعة فاتركيها، لا بأس إذا عدت بدون ملابس، المهم أن تكسبي نفسك ومالك، كوني حاسمة في هذا الأمر مع نفسك، ولا تجاملي على حساب جيبك، قد لا تجدي شيئا، ولكنك ستشعرين بالرضا لأن أحدا لم يخدعك.
ثالثا:
موعد الخروج:
حددي مع رفيقتك موعدا مناسبا لكما. حاولي أن تنهي التزاماتك وأن تحصلي على يوم خاص لنفسك. وشجعي رفيقتك على القيام بنفس الأمر. إذا خرجت وأنت تشعرين أن لديك مهاما تريدين القيام بها فلن تتمكني من الاستمتاع بهذا اليوم. حاولي ان تصفي ذهنك. أنت تستحقين بعض الوقت للراحة والاستجمام.
رابعا: الأحاديث المتبادلة في هذا اليوم:
_لا تتحدثي مع رفيقتك عن مشكلاتكما، إلا إذا وجدتها بحاجة لبعض الفضفضة. إذا كنت أنت بحاجة للفضفضة فحددي لذلك موعدا خاصا واختاري الشخص المناسب الذي تأتمنينه على اسرارك ولتكن أمك أو أختك أو شخصا مقربا تثقين به. أما وقد قررت الخروج للاستمتاع فهذا هو الوقت المناسب لذلك. تبادلي معها الأحاديث الشيقة. كوني لماحة، ابحثي عن الحوارات والملاحظات المضحكة. تجنبي إفشاء اسرارك أو أسرار غيرك من أجل الضحك، فهذا يفقدك الاحترام ويؤثر في ثقتك بنفسك. إذا لم تشعري برغبة في الضحك فلا تضغطي على نفسك، فالمهم هو أن تشعري بالانسجام. استمتعي.
نصيحة:
قد يأخذك الحماس أنت وصديقتك فتتحدثان أو تضحكان بصوت عال. عندما تفعلين ذلك لن تتوفر لديكما الخصوصية وسيتلصص جميع المحيطين في الشارع أو المطعم أو وسيلة المواصلات على حديثكما، ولن تظهرا بالمظهر اللائق، كما أنكما ستشعران بالتعب سريعا. كوني رقيقة، وحفزي صديقتك بطريقة لطيفة لتفعل مثلك، تحدثي بأناقة دونما استعلاء، اضحكي برقة، استمتعي بسماع صوت الرضا والتشجيع الداخلي، انضجي، واستمتعي.
خامسا: اتيكيت التعامل داخل المحلات:
_تجنبي المرور بجوار الرجال. (اللهم بارك لأمي التي علمتني هذا الأمر، وصبرت علي حتى اكتسبت هذه العادة، اللهم ارزقني وأخوتي البر بها، واشرح صدرها، واجعلها في حفظك ورعايتك يا حي يا قيوم، آمين)
_تأملي الملابس مع صديقتك، وتناقشا حولها بهدوء، احترمي رأيها، واعرضي رأيك ببساطة. وتذكرا دائما، الصوت المنخفض.
_إذا كان المكان به بائعين ذكور فتجنبي التعامل معهم قدر الإمكان، وإذا تصادف فاجعليه في أضيق الحدود، وتلقفي أول بائعة في طريقك وابدأي بالتعامل معها فورا. إذا لم تشعري بالراحة في المكان فاخرجي منه دون تردد. راحتك هنا هي الأهم.
_البائعة شابة جميلة، أنيقة، وطموحة، مثلك تماما. إنها فرصة جيدة لتقابلي المزيد من الفتيات وتتبادلي معهن الأحاديث المرحة. تعاملي معهن بحب. فمن الرائع ان تلتقي بفتيات في مثل سنك وتشبعي معهن رغبتك في التعامل مع الكثير من الفتيات والتواجد معهن. وإذا لاحظت فإنه يصعب أحيانا في بعض المحال التجارية التفرقة بين المالكة والموظفة، هذه هي الروح الإسلامية الحقة.
_إذا بدأت بتبادل حوار ودي مع البائعة لا تتردي في سؤالها عن اسمها، وأخبريها باسمك، واحرصي على استخدام اسمها بعد سماعه مباشرة، وتعاملي معها بود. تدربي على هذه الطريقة، وسوف تصبح مع الوقت سلوكا تلقائيا. ستسعدين عندما تدخلين إلى هذه المحال في الموسم القادم وأنت مشتاقة لمقابلة صديقاتك. ستتفاجئين بكم الحب والترحاب من قلوب بريئة طيبة تعاملك كما لو كنت أهم شخص في المكان. يكفي فقط أن تبش صديقتك البائعة في وجهك وتبادلك تحية دافئة وحديثا ضاحكا.
_إذا لاحظت أن البائعة أنيقة أو أن لديها ذوقا جيدا في تنسيق ملابسها حتى ولو كانت رخيصة الثمن، فلا تتردي في استشارتها حول ما ترتدينه، ولا تنسي أنها هي من نسقت كل هذه الملابس، أو أنها هي من اشترتها إذا كانت مالكة المشروع. إن مشاركة البائعة معك في عملية الاختيار توفر عليك الكثير من الوقت والمجهود في البحث، لأنها تعرف جيدا مكان كل قطعة، ويمكنها الوصول بسهولة إلى القطع المناسبة للقطعة التي تمسكين بها في يدك، كما أنها بخبرتها في بيع الملابس يمكنها بنظرة أن تعرف ما إذا كان الزي مناسبا لك أم لا. ولكن:
نصيحة:
فيما يخص اتساع الملابس ومناسبتها لك، ثقي بحدسك أولا، فأنت تدركين بحكم العادة ما يناسب شروطك وما لا يناسبها، ثم برأي رفيقتك ثانيا، لأنها تشبهك في شروطها للملابس. وانتبهي إلى ان انتشار الألوان الصارخة والملابس الضيقة قد جعل كل البائعات تقريبا لا يميزن بين الضيق والواسع، ولأنهن يرغبن في البيع، فهن غالبا لا يشعرن بغرابة إذا رأين الثوب ضيقا عليك، فهذا هو المعتاد للأسف، ولم ألتق حتى الآن ولا بائعة واحدة قادرة على إسداء نصيحة صحيحة بهذا الشأن.
سادسا: اتيكيت غرفة تغيير الملابس:
_انتبهي جيدا. أنت الآن خارج بيتك، استعدي قبل خروجك من البيت بطبقة ملابس بأكمام طويلة وجونلة تحتية قبل ارتدائك لملابس الخروج. وأنت في داخل حجرة تغيير الملابس حافظي على احتشامك كما لو كنت في الخارج تماما، انتبهي جيدا لهذا الأمر وتحضري له قبل خروجك بيوم أو بيومين، فتكونين قد أعددت ملابس الخروج والطبقة التحتية.
_اختاري غرفة تغيير بعيدة نسبيا، فقد يتصادف وجود رجال في المكان يتبضعون مع زوجاتهم، حين تخرجين لعرض الملابس على رفيقتك لن ترغبي في أن يشارك رجل غريب في مشاهدتك، فأنت لست للعرض على كل حال.
_إذا لاحظت وجود ذكور بالقرب من أماكن تبديل الملابس، فالفتي نظر البائعة لذلك بطريقة لطيفة، إذا لم تتصرف، فلا تدخلي حتى تشعري بالأمان الكامل، فهذا حقك.
_اختبري جميع المرايا في غرفة تجربة الملابس(البروفا) بإصبعك. ويمكنك تجربة هذا الأمر على مرآتك في المنزل أو مرآتك التي تحملينها في الحقيبة. ستلاحظين وجود مسافة بين الإصبع وانعكاس صورته، هذه هي المرايا ذات الوجه الواحد. أما إذا انطبق الإصبع على انعكاسه فانتبهي، لأنها حينئذ تكون مرآة بوجهين، أي أنك ترينها مرآة، ولكن الجالس على الناحية الأخرى يراها زجاجا شفافا ويمكنه أن يرى كل ما خلفها بوضوح.
إذا ذهبت إلى جامعة القاهرة، ودخلت قاعة المناقشات بالمعهد العالي للتربية والطفولة ستتمكنين من مشاهدة هذا النوع من المرايا ذات الوجهين على باب قاعة المناقشات. فهو يبدو من الخارج مرآة. أما من الداخل فهو زجاج مانع لتسرب اشعة الشمس، ينفذ الضوء فقط، ويمكنك مشاهدة الرائح والغادي عبر مسافة بعيدة، ولن يدرك أحد من الموجودين بالخارج أن هناك شخص بالداخل، لأنه حتى مع إضاءة الأنوار وتشغيل مكبرات الصوت يبقى الباب عازلا للحجرة عن العالم الخارجي. فانتبهي أختي في الله.
_تفحصي الأركان والزوايا والأسقف جيدا، إذا رأيت شيئا يريبك تشكين أنه كاميرا أو شيء من هذا القبيل فاخرجي فورا ولا تجربي شيئا في هذا المكان، وإذا بلغت بك الريبة مداها وتأكدت من صديقاتك بوجود شكوك حول هذا المكان فلا تترددن في الإبلاغ عنه.
شهادة حق:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا معناه أن: {الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة}.
وأشهد الله أنني طوال سنوات عمري لم أعثر يوما على ما يريبني في أي محل تجاري دخلته في أية محافظة من الجمهورية. ولم أسمع عن شيء من هذا القبيل إلا عن متجر لفساتين الزفاف تم اكتشافه تقريبا في التسعينيات وإغلاقه. ولله الحمد الشهامة والتدين نبتتان لن يجدا لهما تربة أخصب من التربة المصرية مهما حدث ومهما قيل.
_عندما تنتهين من تجربة الملابس ووجدت أنها لن تناسبك فضعيها على ساعدك بطريقة رقيقة وأخرجيها للبائعة لتعيد ترتيبها وعرضها مرة أخرى، ولا تنسي إخراج الشماعات، فهذا السلوك يساعد البائعة ويسهل عملها كثيرا.
_لا تهدري طاقتك وطاقة من حولك في تجربة ملابس تعلمين سلفا أنها لن تناسبك، أو لا تعجبك، وحافظي على وقت التسوق حتى تتمكني من تحقيق أهدافك كلها. لا تنسي أن تستمتعي.
الموضوع كله مجهود شخصي يا فتوكات وعن تجربة شخصية، وهو أول موضوع لي في هذا القسم، وقد تعبت جدا في كتابته. إذا لم ترغبي في الرد فلا تبخلي علي بدعوة صالحة بظهر الغيب. ولن أحل لأية واحدة نقل مجهودي دون التنويه إلى ذلك. وطبعا كلكن تعرفن، ردود
تقييم
ودعوات صالحة بظهر الغيب، في سجدة، أو لحظة خشوع.ويا رب تستفيدوا من موضوعي، وصيف سعيد.